هل الخوف من الجنّ يدخل في الخوف الطبيعي ,أم لا ؟
الجواب : الخوف من الجنّ إذا كان خوف السر ويعتقد في الجن أنّها تنفع وتضرّ فيدخل في الشرك
(( وأنّه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا )) .
وغالبا الخوف من الجنّ يدخل ء والله أعلمء في خوف العبادة ؛لأنه يعتقد فيها بأنّها تضرّ وتنفع ,
ولا يملك الضرّ والنفع إلاّ الله ,لا الجنّ ولا الإنس ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) كما قال صلى الله عليه وسلم.
والمؤمن الصادق لا يخاف إلاّ من الله عزّ وجلّ ((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ))
,يعني الخوف السرّي في هذا ؛خوف العبادة ,أمّا الخوف من حيّة ,من أسد ,من إنسان مفسد يعني يهجم
عليك ولست تقدر على مقاومته فهذا خوف طبيعي لا يضرّ ,هذا لا يضرّ إن شاء الله ولا يخل بالعقيدة ,
لكن خوف الجنّ في غالبه خوفٌ يقوم على عقائد فاسدة ! الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاك أسلحة
وعلمك ,اقرأ آية الكرسي ,اقرأ المعوّذات ,تحصّن ,ذكر الله عزّ وجلّ يحصنك منهم ,
استخدم الوسائل التي تحصّنك منهم ومن كلّ أنواع الأذى ؛من الحيّات ,الأفاعي ,العقارب ومن غيرها "
أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق " إذا قلتها لا يأتيك لا جنّي ولا حيّة ولا غيرها ,لا يضرّك
شيء ,وهذا يكون بإخلاص وصدق ء بارك الله فيكم ء .
سؤال: هل من حرج أو جناحٍ في الاستعانة بالجنّ في الأمر المباح والمقبول شرعا ,
علماً أنّه ليس هناك عمل أي شرك أو معصية مع الجنّ ؟
الجواب :
الاستعانة بالجنّ تدلّ على أنّ المستعين قد وقع في الشرك لأنّهم لا يساعدونه إلاّ بعد أن يكفر بالله عزّ وجلّ
إمّا يبول على المصحف أو يصلّي إلى غير القبلة أو يصلي وهو جُنُب ,لابدّ أن يرتكب مكفِّراً بعد ذلك
يتعاون معه والذي يقول لك أنا مسلم فلا تُصدّقه لأنّه كذّاب ؛فيهم مسلمون لكن إثبات إيمانه يحتاج إلى أدلّة .
هل يجوز مخاطبة الجن المسلم ؟
الجواب :
لا يجوز. ما الذي يدريك أنه مسلم ؟ قد يكون منافقًا ويقول: (أنا مسلم)! يكون كافرًا،
ويقول: (أنا مسلم)! جني ما تعرفه وأنت لا تعلم الغيب. ما يجوز -بارك الله فيك-. يكون إنسان أمامك
يدعي الإسلام قد تأخذ بظاهره، تراه أمامك يصلي و.. و..، ثم أنت لا تعرفه. لكن جن دخل في إنسان
يقول لك: (أنا مسلم)، وقد يكون فاجرًا يقول لك: (أنا مسلم) ! وليس هناك داعٍ للتكلف فما الذي كلّفك -
يا أخي- ؟! هناك مستشفيات مفتوحة وإذا صبر المريض يثيبه الله عز وجل.
النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيه الأعمى ويطلب منه أن يدعو له بالشفاء؛ فيقول له: " إن شئتَ؛ دعوتُ
لك، وإن شئتَ؛ صبرتَ "، وتأتيه الجارية تقول: يا رسول الله! إني أُصرَع؛ فادْعُ الله لي.
فيقول لها: " إن شئتِ؛ دعوتُ لكِ، وإن شئتِ؛ صبرتِ، ولكِ الجنة ". فليس هناك هذا التكلف !
أنت أرحم مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟!
الله يبتلي العباد بالأمراض، يبتليهم " ما مِن شيء يصيب المؤمنَ مِن نَصَبٍ، ولا حزنٍ، ولا وَصَبٍ،
حتى الهم يهمه؛ إلا يكفِّرُ الله به عنه سيئاته ".
فالمؤمن معرَّض للأمراض ويُثاب -إن صبر-: {وَبَشِّرِ الصابِرينَ - الَّذِينَ إذَا أصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ}
[البقرة: 155-156] -مثل هذه الأمراض- {قاَلُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156].
والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول في السبعين الذين يدخلون الجنة: " لا يَسترقون ولا يكتوون،
وعلى ربهم يتوكلون"، لا يطلب الرقية مِن أحد. وهذا الذي ذهب يطلب الرقية وكذا وكذا؛
نقص في إيمانه، نقص توكله على الله عز وجل, علِّمه وقل له: اصبر، لا تطلب الرقية، والجأ إلى الله،
وادْعُ الله عز وجل؛ لأن الرقية من نوع السؤال؛ لهذا فهي تؤثر على مسألة التوكل على الله عز وجل،
ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: " لا يَسترقون " يعني: لا يطلبون الرقية؛
لأن الرقية سؤال تنقص من إيمانه وتنقص من توكله.
فالمؤمن يُبتلى في هذه الحياة بالأمراض والنكبات والمصائب؛ ليرفع الله درجاته
-إن صبر-بارك الله فيكم-، " إنَّ اللهَ إذا أحَبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن صبر؛ فله الصبرُ،
ومَن جزع؛ فله الجزع ".
فالمؤمن -أولاً-: عليه أن يصبر على قضاء الله، وإذا ارتفع أكثر إلى درجة الرضا بقضاء الله عز وجل؛
فهذا أعلى المراتب في الإيمان -إن شاء الله-. فالصبر واجب والجزع حرام، فلا يجزع على أقدار الله
سبحانه وتعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا} [التوبة: 51]، وإذا أراد الله أن لا تشفى؛
لا تنفعك رقية ولا غيرها، كل شيء بإرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى.
فالمؤمن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى. عليه -أولاً- أن يؤمن بقضاء الله وقدره، ويصبر على ذلك -
بارك الله فيك-، وإذا وفقه الله أن يرتقي إلى درجة الرضا هذا أمر مطلوب -بارك الله فيك-،
وإذا أحب مثلا أن يتداوى؛ يتداوى، وإذا استرقى؛ لا نقل حرام، لكنه مكروه ويُنقص من درجته
-بارك الله فيكم-.
وأما الذي يتصدى للرقية ويعمل لنفسه شهرة، بل بعضهم ينشرون في الصحف!
وبعضهم ينشئون مكاتب ! هؤلاء نصّابون ! والله يُتَّهم مَن ينصب نفسه للرقية، متهم في دينه،
ما الذي يحمله على هذا ؟! أنتَ -يا أخي- واحد من سائر المسلمين، ما هي الخصوصية التي جاءتك ؟!
فيه أتقى منك وأفضل منك وأعلم منك ... وإلخ. كيف جاءت لك هذه الخصوصية ؟!!
ثم لا تكتفي بالرقية الشرعية، وتذهب إلى أشياء تخترعها !! وفق الله الجميع .