جمال.. الرئيس غير المنتخب

النظام المصري يغلف نفسه بغلاف ديمقراطي كالأحزاب والبرلمان طمعاً في «شرعية» لا يستحقها > مبارك استفاد بشكل كامل من الصلاحيات التي منحها له قانون الطوارئ في قمع كل من عارضه



كتب. أحمد بدر

وصفت صحيفة «ميدل إيست أون لاين» الإلكترونية - المختصة بشئون الشرق الأوسط والتي تصدر في العاصمة البريطانية لندن- جمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك - الذي يحكم مصر بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية بالحديد والنار ويقمع المعارضة ويخرس أي صوت يتجرأ ويتحدي سلطته - بأنه قد يكون رئيس مصر المقبل «غير المنتخب» بدعم والده له.

ووصفت الصحيفة مرور مؤتمر الحزب الوطني الأخير دون أن يتحدث الرئيس مبارك عن مسألة تعيين نائب له بأنه انتهاك واضح وصريح للدستور المصري، مشيرة إلي أن الجدل تصاعد في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام المصرية والعالمية وفي الشارع المصري كذلك حول المرشح المحتمل لخلافة الرئيس مبارك في الحكم، إلا أن مبارك لم يتحدث عن الأمر ولم يعلن ما إن كان ينوي إعادة الترشح في الانتخابات المقبلة أم أنه سيترك المجال لشخص آخر، ومشيرة أيضا الي أن هذا «الآخر» يتوقع المصريون أن يكون نجله جمال مبارك.

وانتقدت الصحيفة نظام الرئيس مبارك مؤكدة أنه مما يثير الدهشة أن الأنظمة الديكتاتورية تحاول أن تغلف نفسها بغلاف ديمقراطي - يتصور أنه يعطي شرعية لا يستحقها في الحكم - كوجود أحزاب سياسية وبرلمان وانتخابات، ومع ذلك فإن نظام مبارك - الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية - برغم أنه يحكم مصر منذ 28 عاماً ويحصل الحزب الوطني الحاكم علي أغلبية البرلمان منذ 1981، فإن الحكومة المصرية تُصر علي قمع المعارضة وإسكات أي صوت ينتقدها.

وقالت الصحيفة: إن مصر تحولت بالفعل الي دولة بوليسية، فالرئيس مبارك يحكم مصر منذ اليوم الأول بالصلاحيات التي منحها له قانون الطوارئ الذي يطبقه منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وهو القانون الذي منحه الحق في اعتقال أي مواطن دون أمر قضائي واحتجازه إلي أجل غير مسمي دون توجيه أي اتهامات إليه، وكذلك يتيح له إحالة المدنيين إلي المحاكمة أمام المحاكم العسكرية، وفرض القيود علي حرية الإعلام والنشر وتقييد الحريات العامة، وهي الصلاحيات التي استفاد منها الرئيس مبارك بشكل تام.

وتساءلت ميدل إيست أون لاين في تقريرها حول ما إن كان مبارك سيترشح للرئاسة مرة أخري أم أنه سيترك ابنه يعلن نفسه - بنفسه- مرشحاً للانتخابات الرئاسية في 2011؟ مشددة علي أنه قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب أن يتذكر الجميع التزوير الذي شاب انتخابات الرئاسة 2005، والتي حصل فيها الرئيس مبارك علي أغلبية الأصوات فيما حصل المرشح الذي يليه - أيمن نور- علي 7% فقط من الأصوات!!

وأشارت الصحيفة إلي أن أيمن نور حصد هذه الأصوات قبل أن يسجن بتهمة التزوير فقط لأنه كان مرشحاً قوياً أمام الرئيس، مشيرة الي أن النظام لم يترك أيمن نور بعدها حيث تعرض نور بعدها لمحاولة اعتداء عندما حاول شاب يقود دراجة بخارية الاعتداء عليه وألقي عليه مادة حارقة، ومؤكدة أنه من المتوقع أن يكون مرشحاً قوياً وتحدياً كبيراً لجمال مبارك - الذي يتوقع أن ينافس في الانتخابات المقبلة.