عجز عن شراء اللحم

ليس جديداً على مصر ان يكون من بين ابناءها من لايستطيعون شراء اللحم فعند قراءة التاريخ وسماع الحكاوي من اباءنا وامهاتنا تجد ان اللحم دائما ما يكون شيئاً نفيساً
واذكر على لسان رئيس الجمهورية انه قال اننا كنا نأكل اللحم يوم الجمعة فقط وكنت عندما ازور الريف الجميل الذي اشتاق اليه الان بعد ان زرت قارات العالم تقريباً- كانوا يذهبون الى السوق لشراء اللحم يوم واحد في الاسبوع وكان الناس يتمتعون بصحة طيبة ولم يسمع هؤلاء بأمراض هذا العصر
المهم هذا هو قدرنا وهذا هو اسلوبنا في الحياة ايضاً هذا نتيجة جشعنا وعدم احساسنا بالاخرين

طبعاً كلنا عارفين ان القرش الابيض ..بينفع في اليوم الاسود
كانت الفترات السياسية المختلفة على مصر سبباً مباشراً على جيب المواطن المصري
عندما نقلب في اوراق الستينات نجد الرجل الصعيدي ابن الريف عبد الناصر قد رفع في عهده مع ما رفع من شعارات -شعار الادخار -وقد غنى حليم على باب بستان الاشتراكية ..وبقرش الادخار حنحارب الاستعمار وقامت شركات التأمين والبنوك بعمل دفاتر توفير لكل افراد الاسرة وكانت ثقافة ممتازة لو ان الشعب آمن بها واعتنقها وجعلها جزءاً من حياته لكان لكل فرد من افراد المجتمع حساباً في البنك ومؤسسة اقتصادية خاصة به وتربى الشعب تربية اقتصادية..جاءت بعد ذلك فترة الانفتاح الاقتصادي الذي لم يتم انشاء مصنع واحد في هذه الفترة التي قتلت مصر اقتصادياً وقفزت ديون مصر من 2مليار دولار تقريباً في بدايه السبعينيات الى رقم فلكي في بداية الثمانينات تعدي العشرين 20 مليار واصبح كيلو اللحمة من 36 قرش الى 4 و5 جنيهات ومن ثم دخلنا الى الموسوعة المصرية في المبالغات واصبحنا استهلاكيين حيث تجد خريج الجامعة اذا اراد الزواج لاتقبل عروستة الا بشقة 150 متراً مربعاً على اقل تقدير وهنا اتسعت الفجوة بين الطبقات بين الشعب والتي بدأت في الظهور في عصر الانفتاح ووصل بنا الامر الى التوسع في انشاء الكباري وقاعات الاحتفالات على حساب نقل التكنولوجيا ونشأت اشكال جديدة في المجتمع فسمعنا عن مارينا والساحل الشمالى الذي قتلوه وقتلوا معه اخر امل في ان نستمتع ببلدنا واوهمونا بأننا كلنا كده وعيشتنا زي الفل ولكن الواقع المرير ان الفجوة كانت تتسارع في الاتساع حتى وصلنا الى حالات من اليأس في الاصلاح
الا ان الامل في الله لايزال موجوداً وهو ما نتشبث به حتى الممات