يا هادي الطريق جرت

عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 17/08/2009

يا هادي الطريق جرت

كتب الزيات هذه المقالة في العدد 70 من مجلة الرسالة( التي أسسها سنة 1933) بتاريخ 5 من نوفمبرسنة 1934وقد استعار الكاتب عنوان مقاله من كلمة لسيدنا أبي بكر الصديق قالها في مرض موته.
ولمن لا يعرف هذا الرجل فهو أحمد حسن الزيات (16 جمادى الآخرة 1303 هـ/2 إبريل 1885 - 16 ربيع الأول 1388 هـ/12 مايو 1968) من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي، ومؤسس مجلة الرسالة. اختير عضوا في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وحاز على الجائزة التقديرية في الأدب عام 1962 م في مصر .و يعد الزيات صاحب أسلوب خاص في الكتابة، وهو أحد أربعة عُرف كل منهم بأسلوبه المتميز وطريقته الخاصة في الصياغة والتعبير، والثلاثة الآخرون هم: مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، والعقاد، ويقارن أحد الباحثين بينه وبين العقاد وطه حسين، فيقول: «والزيات أقوى الثلاثة أسلوبا، وأوضحهم بيانا، وأوجزهم مقالة، وأنقاهم لفظا، يُعْنى بالكلمة المهندسة، والجملة المزدوجة، وعند الكثرة الكاثرة هو أكتب كتابنا في عصرنا».
هذا هو نص المقالة وأتمني أن تنال إعجابكم

يا هادي الطريق جرت!!

ذلك هتاف الامة الحيري . يتجلجل في صدرها المكظوم كلما ابهرتها الشدائد. واجهدتها المفاوز. وفدحتها الضحايا. ووقف بها اللغوب . ودارت ببصرها في الفضاء فلا تتبين نسما لطريق. ولا تتعرف وجها لغاية
يا هادي الطريق جرت!!
ذلك صراخ القاافله المكروبة. تخبط منذ زمن طويل في معامي الأرض وخوادع السبل . وأدلاؤها الغواة يلتهمون زادها مع الوحش.ويقتسمون مالها مع الغير . ويغتنمون ضلالها مع الحوادث حتي قطعوها عن ركب الانسانية . وتركوها في مطاوي التيه . تنفق جهدها علي غير طائل . وتنشد قصدها من غير أمل
يا هادي الطريق جرت!!
ومن يستطيع اليوم أن يعرف هذا الهادي بالنداء؟ أو يخصصه بالوصف أو يأخذه بالتبعية . لقد تعدد الهداة فى القافلة واختلفت الشياطين بين هؤلاء الهداة فتنازعوا الزعامة وتجاذبوا الأزمة فأخرجنا هذا من مذهب إلي مذهب وصرفنا ذلك من مطلب إلي مطلب حتي انكشفت عن عيوننا أغطية الغفلة، وجدنا أنفسنا بعد الجهد الجاهد ندور حول الموقف الذي كنا فيه أونرجع إلي الموضع الذي فصلنا عنه.
علي هذه القيادة المتضاربة الأفينة رجعنا القهقري زهاء ثمانين سنة رجعنا إلي العهد الذي كنا نهدهد الدستور فيه علي هوي السلطان المطلق وندرب القانون علي مصارعة العرف الغالب ونعلم الشعب الأجير معنى الأمة المالكة
ليتنا عدنا إلي ذلك العهد بأخلاقه ورجولته.
فقد كنا علي قلتنا أعزة وعلي فاقتنا أعفة وعلي جهالتنا أعلم بالخير وأفهم لمعني المجتمع كنا نتواصي علي الصبر ونتعاون علي البر ونتهادي صنائع المعروف ونحفظ وحدة الأسرة بالحب وسلطان الدولة بالطاعة وحقوق الله بالورع فما كان منا من يخون الامانة ويسرق الأمة ويتكئ علي النقيصة
ويتحمل علي الخبث ويتجر بالدين ويتخذ عدو وطنه وليا ويعتقد خطة غاصبيه شريعة
ولكنا وا أسفاه بعد هبة مصطفي ونهضة سعد وجهاد خمسة عشر سنة تمكن فيها السلطان واستبحر العمران وازدهر العلم وتولد النبوغ وتوحد الشعب وتكون الرأي نصاب بهذه النكسة الشديدة فنعود ناقضين ما أبرم خاسرين ما غنم.
اللهم إن النيل لا يزال يفيض وإن الوادي لا يزال ينبت وإن الشمس التي أنضجت أذهان الفراعين لا تزال تشع وإن الأيدي التي غرست أولي الحضارات علي العدوتين لا تزال تعمل فما بالنا اليوم يتقدم الناس ونتأخر وتتحرر الشعوب الضعيفة ونحن لا نتحرك؟

عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 17/08/2009

كنت عايز أسأل سؤال في آخر المقال ونسيت والسؤال هو
يا تري الوضع في مصر إتغير عن سنة 1934؟ إن كان اتغير يبقي وصلنا لفين ؟وهل ده كفاية؟ ولو ما إتغيرش المفروض ايه اللي يحصل؟

عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 20/08/2009

ربنا يوفقك يا أفغاني مقاله جميلة جدا بحس إنها مش مكتوبة سنة 1934 دي تنفع توصف الحال اللي إحنا فيه دلوقتي لأن الوضع ما إتغيرش كتير الآلام هيا هيا تقريبا والأحلام هيا هيا تقريبا
أعتقد إن المفروض يحصل نفس اللي حصل بعد كتابة المقال ده بكام سنة بس بطريقة مختلفة لازم الناس هيا اللي تغير الوضع ده
يا ريت تقلي مصدر المقالة دي

» اين الطريق