بقلم : صلاح منتصر
هذه حكاية قديمة, ولكنني تذكرتها, وأضفت إليها بمناسبة بداية رمضان.. تقول الحكاية إن امرأة لاحظت وقوف ثلاثة رجال كبار في السن يجلسون علي مسافة قريبة من مدخل البيت قبيل المغرب في رمضان.. ولفتت الزوجة نظر زوجها الذي كان مصابا بنوبة برد إلي الرجال الثلاثة,
فأصر الرجل علي أن تذهب الزوجة وتدعوهم إلي المشاركة في الإفطاروخرجت الزوجة إلي الرجال الثلاثة تدعوهم ولكن الثلاثة أبلغوها أنهم لا يستطيعون الدخول إلي البيت معا, وأن علي المرأة وزوجها أن يختارا واحدا من بينهم. وقال أحدهم أنا اسمي النجاح وزميلي اسمه الثروة والآخر اسمه الحب.
عادت الزوجة إلي زوجها الذي ما إن سمع أسماء الرجال الثلاثة حتي تهلل وجهه وقال لزوجته لو كان أحدهم اسمه الصحة لدعوته علي الفور لمساعدتي في الإسراع بالشفاء من بردي, ومع ذلك فالثروة تصنع الدفء والصحة.. فلندعو الثروة ونطلب إليه أن يغدق علينا المال وبعضا من ثروته..
قالت الزوجة: يا رجل. أتريد أن تحصل علي الثروة بلا تعب.. كيف يبارك الله لنا اذا لم يأت المال عن عمل؟ قال الزوج: وهو كذلك فلندع النجاح فهذا يساعدنا علي العمل وعلي تحقيق الثروة. قالت ابنتهما التي كانت تسترق السمع: أليس الأفضل أن ندعو الحب؟ ونظر الزوجان إلي بعضهما وقال الزوج: وهو كذلك.. أمرك مجاب يا ابنتي فأنا أعرف قصدك..
وذهبت الزوجة إلي الثلاثة تسأل: من منكم الحب حتي يتفضل بقبول دعوتنا؟ عند ذلك وقف الحب واتجه إلي البيت في الوقت الذي تبعه الآخران: النجاح والثروة. قالت الزوجة في دهشة: غريبة.. لقد اشترطتم دعوة أحدكم فقط فما الذي جعلكم تغيرون رأيكم؟ أجاب الثلاثة: لو أنك دعوت الثروة أو النجاح لقبل كل منهما دعوتك وحده, أما وأنك دعوت الحب فأينما يذهب الحب يرافقه النجاح والثروة..
صديقي القاريء.. صديقتي.. مع أمنيتي أن يعمر الحب بيوتكم وقلوبكم في رمضان وكل يوم.
منقووووووووووووووول