وصية أعرابية لابنها
[color:31a7=violet
]قال أبان بن تغلب: شهدت أعرابية توصي ولدا لها أراد سفرا وهي تقول:
أي بني: اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك.
أي بني. إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة وتفرق بين المحبين، إياك والتعرض للعيوب فتتخذ غرضا 1، وخليق ألا يثبت الغرضعلي كثرة السهام، وكلما اعتورت 2 السهام غرضا إلا كلمته 3 حتي يهي 4 اشتد من قوته.
وإياك والجود 5 بدينك، والبخل بمالك، وإذا ههززت 6 فاههزز كريما يلن لهزتك، ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة، لا ينفجر ماؤها، ومثل 7 لنفسك مثالا ما استحسنت من غيرك فاعمل به، وما استقبحت من غيرك، فاجتنبه، فإن المرء لا يري عيب نفسه، ومن كانت مودته بشره وخالف ذلك منه فعله، كان صديقه منه علي مثل الريح في تصرفها.
والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم، ومن جمع الحلم والسخاء فقد أجاد الحلة ريطتها 8 وسربالها..[/color]
[color=blue]1- الغرض: الهدف الذي يرمي إليه
2- اعتورت: أصابت
3- كلمته: جرحته وآلمته
4- يهي: يضعف
5- تحذر ولدها من أن يكون رقيق الدين فيجامل الناس فيه في الوقت الذي يضمن فيه بماله
6-هززت: مدحت ومنه فلان يهتز للمدح
7- اجعل كل ما استحسنته من غيرك مثالا تحزو حزوه
8- الريطة: الملائة إذا كانت قطعة واحدة، ولم تكن فلقتين، أو هي الثوب اللين الرقيق