لم يكن يخطر على بال احدا من المحيطين به ان يروا الشاب المدلل ابن العز والثراء ان يصبح زاهدا في الدنيا ومتاعها فبعد ان ترعرع عمر بن عبد العزيز بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن اميه بن عبد شمس بن عبد مناف في ربوع جنة الرحمن في ذاك الوقت (حلوان) المصرية التي شهدت مولده عام 61ه وكانت ملجألاسرته هربا من الطاعون وفي حلوان عاش حياة الرفاهية فكان عندما يسير تهب منه رائحة المسك لتعلن عن قدومه وكان لتنشئته في مصر اثرا في تكوين شخصية خامس الخلفاء الراشدين وكان الخليفة الفاروق قد اختار لولده عاصم زوجة شريفة رفضت مزج اللبن بالماء لتكون جدة لعمر بن عبد العزيز...اي رفاهية تلك التي عاش فيها كان يسير في ركب سفره اربعين جملا تحمل متاعه من الكتب والثياب والطعام وتخلى الخليفة الزاهد عن كل هذا الترف عندما اصبح اميرا للمؤمنين وكانت في عهدة الدولة الاسلامية من اغنى بقاع الارض وكان اميرها يسرج شمعه يقضي عليها حوائج المسلمين فاذا افرغ اطفئها واوقد سرجا له ليقضي عليه حوائجه الخاصة
خشي بنو اميه ان يصبح امر الحكم شورى فيهرب الحكم منهم فدسوا له السم في الطعام لتنتهي اجمل قصة لتحقيق العدل فعلى مدى 29 شهرا مدة رعايته للمسلمين كان يرسل عماله لينادوا في الناس :اين الغارمون اين من يريد الزواج اين اليتامي اين المساكين ولم يجدوا احدا...لقد احتضنت مصر عمرا طفلا صغيرا وشابا فتيا متدينا فقهيا كانت علاقته بغير المسلمين ايضا عادلة حتى ان ملك الروم انذاك ارسل فريقا من اطبائه ليعالجوه من مرض الموت وهكذا الرجال لقد حاكى ما اجتهد عمر الفاروق في تحقيقه ليترك لنا حلما لا نزال نعيش فيه