ربما يكون من غير المنطقي أن نحكم علي مردود فريق بعد مرور أربع جولات فقط من مجموع 30 جولة عليه خوضها للوصول إلي اللقب, و لكن وكما يقول المثل (الجواب يبان من عنوانه) و المستوي و الأداء الذي قدمه فريق الأهلي في الدوري حتى الآن يعطي مؤشرات جد إيجابية لمستقبل الفريق في المرحلة المقبلة.
والواقع أن ما قدمه فارس الكرة المصرية و الأفريقية الكبير حتى الآن كان مفاجأة سارة للجميع وشيء استثنائي يؤكد أننا أمام فريق يثبت يوماً بعد يوم أنه حالة خاصة و فريدة و أنه قادر علي صنع الفارق و الكشف عن معدنه النفيس كلما تكالبت الظروف الصعبة عليه من كل اتجاه.
ففريق يغادره مدير فني في حجم البرتغالي الشهير مانويل جوزيه دا سيلفا بعد خمس مواسم تاريخية من الأرقام القياسية و الإنجازات و التتويجات و يفقد كذلك أهم أوراقة الهجومية بانتقال مهاجمه الأنجولي الكبير أمادو فلافيو للشباب السعودي ويعاني باستمرار من الإصابات لأهم نجومه – أخرهم أبوتريكة و بركات- ناهيك عن الإجهاد الذي يعاني منه نجومه الدوليين بسبب دوام المشاركات مع المنتخب في المباريات الدولية ويصاحب هذا كله تغيير طريقة اللعب في ظل إطار فني وطني شاب– بالمعايير المصرية – هو حسام البدري ومع ذلك يظل علي تماسكه و قوته و يبدأ دفاعه عن لقبه بهذا الشكل يجعلنا أمام ظاهرة من الصعب أن تتكرر في العالم اجمع.
والأهم من هذا كله كان تجاوز الفريق للكثيرمن الضغط العصبي الذى يتعرض له الفريق سواء من أنصاره وعشاقه و ما أكثرهم أو من بعض ممن رأوا أن كل العوامل السابقة كفيلة بإنهاء خمس سنوات من الكبت و المعاناة سببتها لهم إنتصارات الأهلي داخلياً و خارجياً و أن المرحلة القادمة ستساعدهم علي إخراج مكنون التشفي و الشماتة بعد سنوات من الأرق و الألم وخيبة الأمل.
عامل واحد من العوامل السابقة كفيل بهز أندية عالمية كبري و لعل ما حدث لليفربول و الأرسنال في إنجلترا من تراجع و سوء نتائج نتيجة رحيل النجمين تشافي الونسو و إيمانويل إديبايور إلي ريال مدريد و مانشستر سيتي يؤكد ما قلناه سابقاً وهذا ما يوضح أن ما قدمه الأهلي في الجولات الأولي للمسابقة العريقة سيكون أمر غير مسبوق عالمياً لو استمر الفريق علي نفس النهج في قادم المواجهات.
في لقاءه الأخير مع طلائع الجيش ضمن الجولة الرابعة للدوري المصري لم يكن الفوز الكبير بأربعة أهداف لهدفين واعتلاء صدارة جدول المسابقة هما المكسبين الوحيدين اللذين خرج بهما رجال المدرب حسام البدري بل حقق الفريق و كعادته العديد من الأهداف الأخرى نوجزها فيما يلي:
1. تسجيل أربعة أهدف في لقاء واحد أمر لم يحققه الأهلي منذ تسعة شهور و نصف تقريباً ,حيث كان فوز الفريق علي الترسانة برباعية نظيفة في الجولة الثانية عشرة من دوري الموسم الماضي في الثامن و العشرين من ديسمبر من العام الماضي هو أخر عهد نجوم الأهلي بهذا العدد من الأهداف و خاض بعدها الفريق 30 مباراة في الدوري وكأس مصر و كأس السوبر المصري و دوري أبطال أفريقيا و كأس الكونفدرالية و من قبلها كأس السوبر الأفريقي في فبراير الماضي و لم يصل لهذا الرقم إلا في لقاءه الأخير مع طلائع الجيش "المتحفز" دوماً للأهلي!.
2. تحقيق ثلاث انتصارات و تعادل وحيد في بداية الدوري هي البداية الأفضل للفريق في المواسم الثلاثة الأخيرة حيث بدء الفريق الموسم قبل الماضي بفوزين و تعادلين وكانت البداية الأسوأ الموسم الماضي عندما فقد الفريق خمس نقاط في الجولات الأربع الأولي بخسارة من المصري و تعادل مع المقاولون مقابل فوزين علي الأولمبي وبتروجيت.
3. تصدر الفريق لائحة أقوي الخطوط الهجومية في الدوري بعد المراحل الأربع الأولي ومشاركة لاعب خطي الوسط و الدفاع للاعبي الهجوم في زيارة شباك المنافسين كلها عوامل تؤكد أن الفاعلية الهجومية للفريق ستكون بخير في ظل طريقة (4/4/2) وأن القادم أفضل خاصة بعد اكتمال القوة الهجومية بعودة متعب و بلال و فضل من الإصابة الطويلة و تعافي بركات و أبوتريكه من الإصابة الأخيرة.
4. صفقة بيع الأنجولي فلافيو التي أنقذت ميزانية الأهلي من العجز بعد فائض دام عدة سنوات بسبب الأزمة العالمية و التعاقد مع الليبيري دي فوركي بمبلغ زهيد أكدت أن سياسة "التاجر الشاطر" تميز إدارة الأهلي عن غيرها من الإدارات التي تعقد صفقاتها من أجل "الفشخرة و المنظرة" بغض النظر عن حاجة الفريق لهذه الصفقات.
5. انخفاض المعدل العمرى للفريق إلي ما دون الخامسة و العشرون عاماً هذا الموسم مع تولي حارس شاب مثل أحمد عادل عبدالمنعم الذود عن مرمي الفريق بشكل جيد جداً حتى الآن وهو أمر نادر الحدوث في ناد بحجم الأهلي والدفع كذلك بعناصر شابه في كل خطوط الفريق , كلها أمور تؤكد أن المستقبل كله للنادي الذي صنع لنفسه اسما من ذهب منذ تأسيسه في الرابع والعشرين من أبريل عام 1907.