قيم إسلامية

موضوع: قيم إسلامية الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 5:09 am

قيم إسلامية تضمن السعادة الزوجية

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله، سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن والاه
1-حين أراد الله أن يعمر الأرض خلق هذا الجنس البشرى من نفس واحدة هي نفس آدم، فعلمه الأسماء كلها وامتحنه في استيعابها وفي نقلها إلي غيرها، ولما نجح في ذلك كرمه وأسجد له ملائكته وأدخله جنته، لكنه حين أمره أن يدخل الجنة أنعم عليه بزوجته تؤنسه هي حواء خلقها من ضلعه أو من الطينة التي خلق منها حتى يتم الانسجام والتواصل والانجذاب بينهما : فعلي أنها جزء منه تميل إلي الأصل الذي نشأت منه وهو يميل هو إلي الجزء الذي انتزع منه، وعلي أنها من طينته يتجاذب القطبان كما يتجاذب المغناطيس، وعلي كلتا الحالتين نري أن آدم هو الأصل وأن حواء هي الفرع، ومن أجل هذا كلف آدم باعتباره أصلا أن يراعي حواء باعتبارها فرعا له؛ فكان مثلهما كالشجرة المثمرة جزعها وأصلها يغوص في الأرض بحثا عن الغذاء والماء فإذا تجمع ارتفع في الساق إلي الفروع لتتغذي منه وتستفيد ثم تخرج الثمرة من هذه الفروع، فالأصل الباحث عن الرزق آدم والفرع المنتفع بهذا الرزق حواء والثمرة هي الأولاد،وبهذا يتكامل الأصل والفرع في تواصل الأجيال وإعمار الكون..وفي كل ذلك آيات لقوم يتفكرون.
2- لهذا عبر المولي جل علاه عن العلاقات بين الرجل والمرأة بأنها علاقة المودة المتبادلة والرحمة المتعالية عن المكاسب المادية، والثقة التي تستعصي عن الشك والريبة، فقال تعالي: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" ( الروم : 21) ولهذا أوصي الإسلام الرجل بحسن المعاشرة وعدم الانسياق وراء النظرة السطحية الطارئة فيستجيب لنداء الشيطان بالفرقة والطلاق لمجرد أن رأي منها ما يكرهه... فقال: [b]"وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"[/b] ( النساء : 19) هكذا يخاطب الله تعالي الرجل : لا تفترض الكمال في امرأتك، فأنت أيضا لست كاملا فإن رأيت منها ما تكره فدقق النظر وكن عادلا فستري أن بها من المحاسن والمزايا ما يغطي علي ما تكرهه، فإذا ما كرهتها فلا تتعجل بطلاقها فقد يعجل الله تعالي منها الخير الكثير، والنبي صلي الله عليه وسلم يشرح هذا المعني فيقول: "لا يفرق مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" (رواه مسلم).
كما أن الإسلام يخاطب المرأة أن تحرص علي إرضاء زوجها ومعاملته باللين والرفق والاحترام ابتغاء الأجر من الله تعالي، فجعل حسن تبعلها لزوجها يعدل ثوابه ثواب المجاهد في سبيل الله تعالي، ويعدها بالجنة إن هي أطاعت ربها وأطاعت زوجها، فيقول صلي الله عليه وسلم : "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" (رواه أحمد).
3- بهذه الوصايا لكل من الزوجين يقترب كل منهما للآخر ويتعامل معه بالمودة والحب والتقدير والاحترام، وينعكس ذلك علي إسلوب النقاش والتشاور بينهما في أمور الأسرة والمجتمع فمادام كل منهما مؤمن فلا سخرية ولا احتقار ولا تعال ولا استكبار، قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خير منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولائك هم الظالمون" (الحجرات : 11) وإذا كان هذا مطلوب الإسلام بين كل المسلمين فهو بين الزوجين ألزم.

الجزء الثاني

كل ميسر لما خلق له

كل ميسر لما خلق له فالمرأة بإمكانياتها الذهنية والبدنية تسهم في سد ثغرات الأسرة، والرجل بما منحه الله تعالي من قدرة علي الكد والكدح والشقاء يقوم بأعباء أهله، وعمل كل منهما مقدر عند الله تعالي ومثاب " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض" (آل عمران : 195).

فلا خصومة ولا خلاف، بل تكامل وتناسق وتعاون، ويقتضي ذلك إخلاص كل منهما للآخر والقيام بالتناصح والتواصي بالحق والصبر والثقة المتبادلة التي تجعل أحدهما شيئا من الآخر متسما بتحقيق المصلحة لكلا الطرفين، فلا يجادل ولا يتباطأ بل يقدر الظروف التي تجعله يطلب ذلك بناءا علي فهم كل منهما لطبيعة وتكوين الطرف الآخر والوعي بالفوارق الفطرية والجسمية والنفسية لكل منهما مع وجود قواسم وسمات مشتركة بينهما تقوي عوامل التوافق وحصر أسباب الاختلاف والبحث عن وسائل التراضي بعيدا عن نزغات العناد والاستفزاز والإفراط في الظن السيئ والقدرة لدي كل منهما في أن يعترف بخطئه للآخر كما قال تعالي :" وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا" (النساء : 128).

إن كلا من الجل والمرأة يعاني، وكل له جهده المشكور في مسيرة الأسرة وعلي كل منهما أن يقدر للآخر ما يعانيه ويساعده علي تخفيف تلك المعاناة، وعلينا أن نستحضر ما فعلته تلك الصحابية الجليلة التي مات ابنها وفلذة كبدها فلم تخبر أباه بذلك حين رأته مجهودا مكدودا من العمل، بل استقبلته ببشاشة وترحاب، وحين سألها عن ولدها قالت: "هو أسكن ما يكون"، فلم تكذب، وقدمت له الطعام والشراب، وتزينت له ليقضي وطره، وفي الصباح أخبرته، فذهب إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يشكو إليه زوجته. فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: "بارك الله لكما في ليلتكما".

مشرف عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 28/06/2009