المتقيين
أين الله ؟! 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أين الله ؟! 829894
ادارة المنتدي أين الله ؟! 103798
المتقيين
أين الله ؟! 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أين الله ؟! 829894
ادارة المنتدي أين الله ؟! 103798
المتقيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المتقيين

منتديات عامة اسلاميه ثقافيه طبيه ترفيهيه شاملة بوابتك لعالم من التميز والابداع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أين الله ؟!

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Muslem


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 245
تاريخ التسجيل : 19/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالأحد يوليو 19, 2009 10:03 am

فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ، وكل ضلالةٍ في النار .



إن الجواب ليس عن سؤال مكانة ولا عن مكان . أما أنه ليس سؤالاً عن المكانة ؛ فلأن مكانة الله المعنوية معروفة لدى كل المسلمين بل حتى الكافرين . وأما أنه ليس سؤالاً عن المكان فذلك ؛ لأن الله - عز وجل - ليس له مكان .
وفي الواقع أنا أشعر أن هذا السؤال من أخ مسلم يعتبر محاضرة ، والسبب أنكم لا تسمعون هذه المحاضرات ، وإنما تسمعون محاضرات في السياسة والاقتصاد ، لدرجة أن كثيرًا منكم ملَّ من تكرارها ، أما محاضرات في صميم التوحيد ، كالمحاضرة التي ستسمعونها - الآن - ، مع أني مضطر إلى أن أختصر في الكلام ؛ لأنه حان وقت الانصراف ، لكن لابد مما لابد منه ، فهذا السؤال يحتاج إلى محاضرة ، لكن نقول : إن الله منزه عن المكان باتفاق جميع علماء الإسلام ، لماذا !؟


لأن الله كان ولا شيء معه ، وهذا معروف في الحديث الذي في " صحيح البخاري " عن عمران بن حصين : ( كان الله ولا شيء معه ) ، ولا شك أن المكان هو شيء ، أي : هو شيء وجد بعد أن لم يكن ، وإذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( كان الله ولا شيء معه ) . معناه : كان ولا مكان له ؛ لأنه هو الغني عن العالمين ، هذه الحقيقة متفق عليها .



لكن مع الأسف الشديد ، من جملة الانحرافات التي أصابت المسلمين ، بسبب بُعدهم عن هدي الكتاب والسنة في العقيدة في ذات الله - عز وجل - ، لو سألت - اليوم - جماهير المسلمين في كل بلاد الإسلام ، علماءً وطلاب علم وعامة ، إذا سألتهم هذا السؤال النبوي : أين الله !؟ ستجد أن المسلمين مختلفون أشد الاختلاف في الجواب عن هذا السؤال ، منهم من يكاد يتفتق غيظًا وغضبًا بمجرد أن طرق سمعه هذا السؤال ، ويقول : أعوذ بالله ما هذا السؤال !؟


عدل سابقا من قبل Muslem في الأحد يوليو 19, 2009 10:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Muslem


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 245
تاريخ التسجيل : 19/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالأحد يوليو 19, 2009 10:06 am


نقول له : رويدًا يا أخي ! هذا السؤال هل تعلم أول من قاله ؟ يقول : لا ما سمعنا به إلا الآن ، فنفتح له " صحيح مسلم " ونقول له : هذا " صحيح مسلم " ، الكتاب الثاني بعد " صحيح البخاري " ، والثالث بعد القرآن ؛ لأن أصح كتاب هو القرآن ، ثم " صحيح البخاري " ، ثم " صحيح مسلم " ، وهو الذي روى هذا الحديث :

أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال للجارية يمتحنها : ( أين الله !؟ قالت : في السماء ، قال لها : من أنا !؟ قالت : أنت رسول الله ، فقال لسيدها : أعتقها فإنها مؤمنة ) ، يسمع الحديث وكأنه ليس عايشًا في بلاد الإسلام ، بل ليس عايشًا في بلاد العلم ، أو يمكن لم يمسك " صحيح مسلم " في زمانه مطلقًا ، هذا قسم من الناس ، بل من أهل العلم من لم يسمع هذا السؤال قط !

أي : ما طرق سمعه هذا الحديث ، ولسان حاله يقول : أيعقل أن هناك أناسًا يقولون : أين الله !؟ ما هذا السؤال !؟ هل يجوز لأحد أن يسأل أين الله !؟ لا أعرف !! ما رأيك ؟! ويأخذ البحث مجراه فتقول له : أنت تؤمن بوجود الله !؟ سوف يقول : نعم ، نقول له : أكيد أن الله موجود !؟ فيجيب : نعم ، إذًا أين هو !؟ فيفكر ولا يستطيع الجواب !


إن أقدس المقدسات هو الله ، فإذا سألته : أين هو !؟ فلا يعرف ، وهو مسلم ، ما معنى مسلم إذًا ؟ نعم هو مسلم ، وهذا أمر جميل ، لكن هل هو حقيقة أم لا ؟ ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ . [ الأعراف : 187 ] . لا يعلم هذا أن الله يقول : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ . أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ . [ الملك : 16 - 17 ] . كأنه ما قرأ هذه الآية أبدًا ، ويمكن أنه قرأها أكثر مني ، لماذا !؟ لأن هناك أناسًا متعبدين ، ربما يختم أحدهم القرآن في كل ليلة ، أو في كل ليلتين على خلاف السنة ، أما نحن فالواحد منا قد يختم ختمة واحدة في السنة ؛ لأن الله فتح له بابًا في العلم ، أما ذاك المخالف للسنة فهو يقرأ كثيرًا ، لكن هل فهم ما قرأ ؟ لا ، إذًا : ربنا عندما يقول له في القرآن : ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ . [ محمد : 24 ] . معنى ذلك أنه من القسم الثاني ﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ .


ثم إنَّا نذكره بحديث فنقول له : يا أخي ! هذا الحديث تعرفونه جميعًا لا ننفرد وحدنا بمعرفته ، هذا الحديث يقول : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) . هذا حديث بالتعبير العصري : حديث شعبي ، أي : كل الناس يعرفون هذا الحديث . إذًا ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) من هو الذي في السماء !؟ هل المقصود به غير الله ؟ لا ، إذًا : لماذا تستنكر السؤال : أين الله !؟ وأنت تقر بهذا الحديث ، أنا سألتك : هل الله موجود !؟ فقلت : نعم ، إذًا أين هو ؟ أجبت أنك لا تعرف ، لماذا لا تعرف ؟ لا تقرأ القرآن ولا تسمع الحديث !؟


إن المشكلة هي دخول علم الكلام في الموضوع فأفسد العقول ، كل من قرأ : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . ليس عنده شك أن الله - عز وجل - في السماء ، كلنا سمع ذاك الحديث : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ، ليس هناك شك أن الله - عز وجل - في السماء ، لكن دخل علم الكلام فصرفهم عن هذا الإيمان ، ماذا قال لهم ؟ قال لهم : لا يجوز أن نقول : الله في السماء ، لماذا ؟ لأن الله ليس له مكان ، صحيح نحن نقول : ليس له مكان ، ولعلكم ما نسيتم بأننا بدأنا الكلام عن هذا السؤال ببيان أن الله - عز وجل - غني عن المكان ، وأن الله كان ولا مكان ، فادعى الجهلة من الناس أن معنى الآية والحديث هو إثبات المكان لله - عز وجل - ، وأن معنى حديث الجارية : ( الله في السماء ) أن الله له مكان في السماء ، هذا الجهل أدى بهم إلى جهل مطبق ، ولا يعني أن المسلم حينما يعتقد أن الله في السماء : أن الله مثل إنسان في الغرفة ، لماذا ؟ لأن هذا تشبيه ، وقد سمعتم من جملة خصال ومزايا الدعوة السلفية أنها وسط في كل شيء بين الإفراط والتفريط ، بين المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه ، وبين المعطلة الذين ينكرون أشياء من صفات ربهم ، فـالسلف وسط يؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة ، وينزهون الله : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ . [ الشورى : 11 ] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Muslem


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 245
تاريخ التسجيل : 19/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالأحد يوليو 19, 2009 10:08 am

فحينما يعتقد المسلم أن الله في السماء كما هو في النص القرآني والأحاديث كثيرة ، لا يعني أنه في السماء أنه كالإنسان في الغرفة ، وكدودة القز في الشرنقة محصورة بهذا البيت الطويل ، حاشاه - عز وجل - أن يكون كذلك !
إذًا : ما المعنى الصحيح للفظة ( في السماء ) ؟ السماء لها معانٍ في اللغة لا نتفلسف كثيرًا بذكرها ، لكن من هذه المعاني :

السماء الدنيا الأولى ، والثانية ، و ... إلخ ، ومن هذه المعاني : العلو المطلق ، كل ما علاك فهو سماء ، فالسماء الأولى والثانية هذه أجرام مخلوقة ، فإذا قلنا : الله في السماء ، معناه حصرناه في مكان ، وقد قلنا : إنه منزه عن المكان ، إذًا : كيف نفهم ؟
الجواب من الناحية العلمية : ( في ) في اللغة ظرفية ، فإذا أبقيناها على بابها وقلنا : الله في السماء ، وجب تفسير السماء بالعلو المطلق ، أي : الله فوق المخلوقات كلها حيث لا مكان ، بهذه الطريقة آمنا بما وصف الله - عز وجل - به نفسه بدون تشبيه وبدون تعطيل . فإن التشبيه أن أقول : كما أنا في هذا المكان ، وحاشاه !

والتعطيل أن نقول كما تقول المعطلة : الله ليس في السماء ، وإذا كان ربك يقول : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . وأنت تقول : ليس في السماء ، هذا هو الكفر . هذا معنى الآية فيما إذا تركنا ( في ) على بابها .


أحيانًا في اللغة العربية تقوم أحرف الجر بعضها مكان بعض ، فـ ( في ) هنا ممكن أن تكون بمعنى ( على ) ، فحينئذً : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . أي : من على السماء ، فتكون السماء في الآية بمعنى الأجرام التي خلقها ربنا - تعالى - ، فهو عليها وفوقها ، وليس في شيء منها ؛ لأنه منزه عن المكان ، هذه هي عقيدة السلف ،

ومن أجل ذلك نحن ندعو المسلمين إلى أن يرجعوا إلى عقيدة السلف ، وإلى منهج السلف حتى يستقيموا على الجادة ، وحتى يصدق فيهم أنهم رجعوا إلى الوصفة الطبية النبوية ، التي جعلها المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وصفة لخلاص المسلمين من الذل الذي ران ونزل عليهم ( ... حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، فالرجوع الرجوع معشر المسلمين جميعًا إلى الله ، وإلى كتابه ، وإلى حديث نبيه وعلى منهج السلف الصالح !



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nour
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1097
تاريخ التسجيل : 28/06/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالأحد يوليو 19, 2009 11:31 am


أين الله ؟! 115376

جزاكم الله خيرا اخى على هذا الطرح الرائع




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dr hani helal
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 153
تاريخ التسجيل : 13/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: اين الله   أين الله ؟! I_icon_minitimeالأحد يوليو 19, 2009 12:32 pm

متشكرين جداا
ونسال الله الخير الدائم لك :117:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Muslem


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 245
تاريخ التسجيل : 19/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالإثنين يوليو 20, 2009 12:36 am

وجزاكم الله كل خير


ووفققنى وإياكم لما يحبه ويرضاه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Muslem


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 245
تاريخ التسجيل : 19/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالإثنين يوليو 20, 2009 12:45 am

أين الله تبارك وتعالى ( مناظرة شيقة )للشيخ سالم الطويل



الحمد لله العلي الأعلى، الذي على عرشه استوى والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى وعلى آله وصحبه ومن لآثاره اقتفى، أما بعد:
فهذه مناظرة عقدتها بين (الشيخ عبد الله) ينصر فيها عقيدة أهل السنة المبنية على الكتاب والسنة والتي كان عليها سلف الأمة، وبين (تائه) قد ضلله أئمة الضلال والهوى.
كتبتها نصرة للحق ونصيحة للخلق والله اسأل أن يهدي بها ضال المسلمين ويثبت بها أهل الحق على اليقين.

التائه: السلام عليك يا شيخ ورحمة الله.

عبد الله: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

التائه: لقد سمعت في إذاعة القرآن الكويتية ظهر يوم الإثنين 30/10/2007 أحد المشايخ ينتقد رسالة بعنوان (أسئلة وأجوبة للصغار ولا يستغني عنها الكبار) كتبها سالم بن سعد الطويل.

عبد الله: وبماذا انتقد الشيخ تلك الرسالة؟

التائه: انتقد فيها السؤال الثاني (أين الله؟) فأجاب الكاتب (في السماء) وقال إن الله تعالى لا يقال إنه في إحدى الجهات الست.

عبد الله: لكن الكاتب لم يقل إن الله تعالى في إحدى الجهات الست وإنما قال (في السماء).

التائه: سبحان الله الذي لا يُسأل عنه (بأين)!!

عبد الله: قولك (سبحان الله) تنزيه لله عما لا يليق به.

التائه: اللهم نعم لا يليق بالله أن يُسأل عنه بأين!!

عبد الله: لو كان السؤال عن الله تعالى (بأين) غير لائق بالله تعالى لما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم، أليس كذلك؟

التائه: بلى، لكن حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل هذا السؤال.

عبد الله: رويداً رويداً لا تستعجل فالعجلة من الشيطان بل قاله وثبت عنه ذلك.

التائه: يا فضيلة الشيخ أنت تعلم لا يحق لأحد أن يتقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عبد الله: معاذ الله أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل في الحديث المتواتر (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).


التائه: إذن لماذا تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن الله تعالى (بأين) (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إًن كُنتُمْ صَادًقًينَ) [النملـ 64].

عبد الله: هذا من حقك روى الإمام مسلم في صحيحه (537) عن معاوية بن حكم السلمي رضي الله عنه قال: كانت لي جارية ترعى غنماً لي قًبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك عليَّ، قلت: يا رسول الله: أفلا اعتقها؟ قال: (ائتني بها)، فأتيته بها، فقال لها : ( أين الله؟ ) ، قالت: في السماء، قال: ( ومن أنا؟ ) ، قالت: أنت رسول الله، قال: ( اعتقها فإنها مؤمنة)، فشهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان لأنها قالت: (الله في السماء)!!

التائه: لكن هذا الحديث قال عنه مشايخناإنه (آحاد) والآحاد لا تثبت به العقيدة.

عبد الله: هل تعرف الفرق بين الآحاد والمتواتر؟

التائه: كنت أعرف ولكن نسيت!!

عبد الله: اعلم أن الأحاديث المتواترة قليلة جداً قد لا تتجاوز أصابع اليدين!! أما سائر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فهي آحاد ثم لا فرق بين العقيدة والشريعة فكل ذلك دين الله تعالى.

التائه: ما الفرق بين المتواتر والآحاد أنا بصراحة اسمع بعض المشايخ يقول لنا (الأحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة)، وعلمونا كلما مرّ علينا حديث لا يوافق ما علمونا إياه في دروس العقيدة أن نردّه بهذه الحجة!! وللأسف لم أفهم معناها.

عبد الله: (الدين النصيحة) كان الواجب على هؤلاء المشايخ أن يعلموكم كيف تجلون أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويعلمونكم وجوب تصديقها والإيمان وبما دلت عليه فالرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى عنه (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) [سورة النجم: 3-4].

التائه: نحن نحسن الظن بمشايخنا ونعتقد أن كل شيء يقولونه فهو حق غير قابل للمناقشة.

عبد الله: كلا!! الكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التائه: حسناً، حسناً.. والآن بيّن لي الفرق بين الآحاد والمتواتر؟.

عبد الله: المتواتر ما نقله جمع عن جمع من أول السند إلى منتهاه ويستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، ولا شك رتبة هذا الحديث أعلى من الحديث الآحاد وهو ما تناقله عدد لا يبلغ عدد التواتر ويكون في بعض طبقاته واحد أو اثنان أو ثلاثة من الرواة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Muslem


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 245
تاريخ التسجيل : 19/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالإثنين يوليو 20, 2009 12:50 am

التائه: إذن يمكن أن يخطئ هذا الواحد أليس كذلك؟

عبد الله: بلى ولكن الله تعالى حافظ دينه فإذا أخطأ أحد في نقل خبر أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى قيض علماء نقاداً يميزون الصحيح من السقيم.


التائه: الحديث في صحيح مسلم والأمة قد تلقت أحاديث البخاري ومسلم بالقبول فلذلك لقبا بالصحيحين.

التائه: صحيح سمعت هذا من قبل ولكن (مشايخنا) يقولون العلة في الحديث في معناه لا في سنده، فالرسول صلى الله عليه وسلم قصد بقوله (أين الله) أي من ربك؟

عبد الله: التأويل شر من التعطيل!!

التائه: ماذا تقصد؟

عبد الله: لو تجرأ أحد وقال هذا الحديث كذب وباطل لكان أمره مكشوفاً ولكن (أوّله) أي حرفه ليوافق مذهبه وهواه، فالسؤال (أين الله؟) فكيف جعله (مشايخك) من ربك؟


التائه: فعلاً حتى جواب الجارية لا ينطبق على السؤال بـ (من ربك)، لأنها قالت: (في السماء)، ولم تقل رب السماء مثلاً.
عبد الله: الله يفتح عليك.

التائه: ولكن أحد (الشيوخ) الكبار قال إن النبي صلى الله عليه وسلم لما رآها جارية صغيرة فقيرة لم يجادلها ولم يناقشها ولم يأخذها على قولها (في السماء).

عبد الله: لا حول ولا قوة إلا بالله!! وهل يظن أحد ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أخي الكريم، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع باطلاً ويقرّ به.
تأمل الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه (4001) عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُنيَّ عليَّ فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية وفينا نبي يعلم ما في غدي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين.
فلم يقرها عليه الصلاة والسلام على قولها (وفينا نبي يعلم ما في غدي) ولم يقل صغيرة أو طفلة أو جارية، فلتقل ما شاءت، كلا، بل بادر بالإنكار عليها فهذه مسائل عقائدية كيف نتصور أن يسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن خطأ فيها!!
أخي، لقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بن علي رضي الله عنهما لما أخذ تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (كخ كخ) ليطرحها ثم قال : (أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة) [رواه البخاري (1491) ومسلم (1069)] لأن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم تحرم عليهم الصدقة، ويقول عمر بن أبي سلمة (كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك) فما زالت تلك طعمتي بعد. [رواه البخاري (5376) ومسلم (2022)].


التائه: لكن هل يعقل أن مسألة (الله في السماء) لم تذكر إلا في هذا الحديث؟

عبد الله: سبحان الله ألا تقرأ القرأن؟ أما قرأت قوله تعالى (أَأَمًنتُم مَّن فًي السَّمَاء أَن يَخْسًفَ بًكُمُ الأَرْضَ فَإًذَا هًيَ تَمُورُ أَمْ أَمًنتُم مَّن فًي السَّمَاء أَن يُرْسًلَ عَلَيْكُمْ حَاصًباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذًيرً) [الملك:16ـ17].


التائه: بلى، والله قد قرأت هذه الآية مراراً واحترت فيها فأتذكر قول بعض مشايخنا (فوض فوض) الله أعلم بمراده!!

عبد الله: هذا مذهب أهل البدع!! عندهم كل القرآن يمكن فهمه وتدبر معانيه إلا آيات الصفات يتوقفون في معناها ويفوضون المعنى إلى الله تعالى فآيات الصفات وحروف أوائل السور (حم، ق، ص، كهيعص) عندهم سواء، كلها الله أعلم بمراده بها.

التائه: إذن ما معنى كون الله تعالى (في السماء؟) هذا مشكل عليّ جداً.

عبد الله: (في) ليست للظرفية في قوله (في السماء)، وإنما بمعنى (على) وهذا كقوله (وَلَأُصَلًّبَنَّكُمْ فًي جُذُوعً النَّخْلً) [طهـ71] أي على جذوع النخل وكقوله (قُلْ سًيرُوا فًي) [الرومـ42] أي على الأرض.

التائه: وهل للآية تفسير آخر؟

عبد الله: نعم للسلف تفسير آخر إذ قالوا (في السماء) أي في العلو، فالشيء العالي يقال عنه (سماء) وهذا كقوله تعالى عن السحاب سماء لعلوه (وَأَنزَلْنَا مًنَ السَّمَاءً مَاءً طَهُوراً) [الفرقانـ48].


وفي العدد المقبل بإذن الله تعالى سنكمل بقية المناظرة ونعرف ماذا الذي جرى بين (التائه) و (الشيخ عبد الله).

سالم بن سعد الطويل
تاريخ النشر: الاثنين 12/11/2007

***********************


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Muslem


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 245
تاريخ التسجيل : 19/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالإثنين يوليو 20, 2009 12:58 am

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أمابعد:
تطرقنا في العدد الماضي إلى المناظرة التي عقدتها بين الشيخ عبد الله وبين تائه،ووقفنا عند تفسير (في السماء)، واليوم نستكمل بقية المناظرة.


التائه: هل بين التفسيرين منافاة؟

عبد الله: لا منافاة بينهما بل هذا تفسير اختلاف تنوع فإما يكون المعنى (في السماء) أي على السماء ويراد بالسماء على هذا التفسير السماء المبنية السبع الشداد أو (في السماء) أي في العلو وكلاهما حق.


التائه: كثيراً ما يستدل مشايخنا بقوله تعالى(وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ) [الأنعامـ3] ويقولون الله تعالى في كل مكان.

عبد الله: الله أكبر، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، أخي الكريم للأسف هؤلاء المشايخ يستغلون جهل العامة فيلبسون عليهم عقائدهم، وأنا أريد أن أسألك سؤالاً.

التائه: تفضل يا شيخ.


عبد الله: ما معنى (الله)؟


التائه: الله يعني الله جل جلاله.

عبد الله: لم تفسر معنى (الله) وسأعيد عليك السؤال مرة أخرى ما معنى لفظ الجلالة (الله)؟
التائه: فعلاً أحرجتني لكن منك استفيد ما معناه؟.

عبد الله: (الله) أصله (الإله) ثم حذفت منه الهمزة للتخفيف فصار (الله) ومعناه (المعبود).
التائه: طيب طيب هذه فائدة جليلة لكن ما علاقة هذا بتوجيه قوله تعالى( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ)؟

عبد الله: هذا ما أردت أن تصل إليه بنفسك، إذا كان (الله) معناه (المعبود) فكيف سيكون معنى الآية؟


التائه: (وَهُوَاللّهُ فًي السَّمَاوَاتً وَفًي الأَرْضً) يعني وهو (المعبود) في السماوات وفي الأرض.

عبد الله: فتح الله عليك وشرح صدرك للحق، هل تذكر آية في القرآن تطابق هذه الآية؟

التائه: لا أذكر، لكن لو ذكرت لي في أي سورة ربما أتذكر.

عبد الله: في سورة الزخرف.

التائه: نعم نعم تذكرت لعلك تقصد قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ) [الزخرفـ84].
عبد الله: بالضبط.

التائه: الآن فهمت، يعني معنى الآيتين أن الله تعالى (الله) (الإله) (المعبود) يعبده أهل السماوات وأهل الأرض.
عبدالله: لا إله إلا هو، أي لا معبود حق إلا هو.

التائه: صدق من قال: (العلم نور).

عبد الله: على أن للآية توجيهاً آخر.

التائه: بالله عليك يا شيخ نورني!!

عبدالله: اقرآ الآية بتمامها مع الوقوف على قوله (السماوات).

التائه: (وهو الله في السماوات)، (وفي الأرض يعلم سركم وجهركم...).

عبد الله: ماذا فهمت؟

التائه: فهمت معنى لطيفاً ألا وهو كونه تعالى في السماوات ومع ذلك لا تخفى عليه خافية فيعلم في الأرض سرنا وجهرنا.


عبد الله: والآن سأذكر لك شطر حديث صحيح وأنا متأكد أنك تستطيع إتمام شطره الآخر.

التائه: تفضل يا شيخ وإن كان حفظي للأحاديث قليل.

عبد الله: روى الترمذي (1924) وأبو داود (4941) عن عبد الله بن عمروـ رضي الله عنهماـ قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض.....

التائه: يرحمكم من في السماء).

عبد الله: هذا الحديث من محفوظاتك أليس كذلك؟

التائه: بلى والله.

عبد الله: أخبرني ماذا تقول في سجودك وأنت تدعو الله تعالى؟

التائه: أقول (سبحان ربي الأعلى) ثم أدعو بما يفتح الله عليّ.


عبد الله: أما سألت نفسك لماذا سمى الله نفسه (العلي) و (الأعلى)؟

التائه: لعلوه طبعاً.

عبدالله: فما معنى علو الله تعالى؟

التائه: المشايخ يقولون علو قدره وصفته لا علو ذاته أي مكانه لا مكان.

عبد الله: لو لم يكن الله تعالى عالياً بذاته في السماء فلماذا ترفع يديك بالدعاء إلى السماء وبصرك يتقلب في السماء، وقلبك يتوجه إلى السماء؟ بل حتى في سجودك وجهك إلى الأرض لكن قلبك متوجه إلى السماء.

التائه: حقاً لا ينكر هذا إلا مكابر!! فما تفسير ذلك؟

عبد الله: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الرومـ30] فأنت وأنا وغيرنا من سائر الإنس والجن بل حتى البهائم كلها فطرت على معرفة علو الله تعالى بذاته، وعلى هذا جميعا لأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والفطرة والعقل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Muslem


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 245
تاريخ التسجيل : 19/07/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالإثنين يوليو 20, 2009 1:04 am

التائه: أنا دائما اتفكر معقول الجارية راعية الغنم تعرف أكثر من المشايخ والدكاترة أصحاب الشهادات العالية؟ والآن عرفت السبب لأنها كانت على الفطرة بينما غيرها قد تأثر بما غير عقيدته.

عبد الله: تعجبني يا أخي الكريم والذي يعجبني فيك أكثر إنصافك، فعلا هذا حال كثير من الدكاترة اليوم!! لكن هناك فرقا آخر كبيراً لم تفطن له بين الجارية راعية الغنم وبين بعض المشايخ والدكاترة.

التائه: ما هو؟

عبد الله: الجارية كان أستاذها ومعلمها ومن أعطاها درجة الإيمان مع مرتبة شرف الصحبة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما هؤلاء الدكاترة من أجازهم وزكاهم سوى أهل الأهواء مثلهم فتراهم يخالفون نصوص الكتاب والسنة ويخرقون الإجماع ويغالطون الفطرة والعقل فتراهم يقولون على الله ما لا يعلمون ويلبسون الحق بالباطل ويصفون الله بما لا يليق به.


التائه: إلى هذه الدرجة يا فضيلة الشيخ!! بالله عليك بين لي كيف ذلك؟

عبد الله: لو كان الله تعالى كما يقولون في كل مكان لكان في الأسفل كما هو في العلو، وهذا كفر وضلال لو كانوا يعقلون.

التائه: كأنك تكفرهم يا شيخ بصراحة هذا ما قاله لي عنك بعض المشايخ.

عبد الله: سبحان الله(رمتني بدائها وانسلت) هم يكفرون أهل السنة ويتهمونهم بالتكفير.

التائه: لكني سمعتك الآن تقول (هذا كفر وضلال).

عبد الله: نعم قلت وما زلت أقول، ومالي لا أقول إن القول بـ (أن الله في الأسفل) كفر وضلال وكذب على الله وافتراء لكن ليس بالضرورة أن أقول لمن قال (الله في كل مكان) يا كافر، وإنما انصحه وأبين له كما أفعل معك الآن فلم أقل لك يا كافر أليس كذلك؟

التائه: بلى، لكن المشايخ عندهم دليل على أن الله في كل مكان وهو قوله تعالى ( إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) [المجادلةـ7].


عبد الله: معية الله تعالى لخلقه حق لكن لا يلزم كونه معهم أنه حال بهم أو ممازج لهم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً،بل المعنى أن الله تعالى مع جميع خلقه يعلمهم ويراهم ويسمعهم ويحيط بهم وهو في علوه.

والعرب تقول ما زلنا نسير والقمر معنا، مع أن القمر أعلى منهم فإذا صح أن يقال ذلك في حق القمر وهو مخلوق فالأولى أن يقال الله تعالى مع خلقه وهو عالي عليهم.


التائه: فعلا هذا توجيه مقنع للآية لكن هل المعية نوع واحد؟

عبد الله: المعية معيتان، معية عامة تقتضي معية الله تعالى لجميع خلقه علماً وبصراً وسمعاً وقدرة وإحاطة، ومعية خاصة تقتضي الحفظ والتأييد والنصرة وهذه كقوله (وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوتـ69] وقوله (إًنَّ اللّهَ مَعَ الصابرين) [الأنفالـ46]، وقوله (أَنَّ اللّهَ مَعَ المتّقين) [البقرةـ194]، وكقوله (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبةـ40]، وكقوله لموسى وهارون عليهما السلام ( إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) [طهـ46].


التائه: لماذا العلماء الكبارالمشهورون لا يقولون بقولك ولا يقررون تقريرك؟

عبد الله: سبحان الله هذا كلام العلماء فلم أقل حرفاً واحداً من تلقاء نفسي، فما قررته لك هو عقيدة أهل السنة والجماعة من أولهم إلى آخرهم وما خالف في ذلك إلا أهل البدع والأهواء، ولكن القصورفيك فأنت الذي لم تطلع على كلام العلماء.

التائه: صحيح، ويا ليتني توقفت على كلام لعالم.

عبد الله: ناولني هذا الكتاب الذي هناك.

التائه: مجموع فتاوى ومقالات للشيخ عبد العزيزبن باز.
عبد الله: نعم، المجلد السادس.

التائه: تفضل.
عبد الله: افتح بنفسك صفحة (309) واقرأ.

التائه: سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن بازرحمه الله السؤال التالي: ذكرت قصة في إحدى الإذاعات تقول: إن ولداً سأل أباه عن الله فأجاب الأب بأن الله موجود في كل مكان، السؤال ما الحكم الشرعي في حكم هذاالجواب؟

الجواب: هذا الجواب باطل وهو من كلام أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركابهما، والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه في السماء فوق العرش فوق جميع خلقه كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة، كما قال الله عز وجل (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ )[الأعرافـ54]، وكرر ذلك سبحانه في ست آيات أخرى في كتابه العظيم ومعنى الاستواء عند أهل السنة هو العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله سبحانه لا يعلم كيفيته سواه كما قال مالك رحمه الله لما سئل عن ذلك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، ومراده رحمه الله والسؤال عن كيفيته هذا المعنى جاء عن شيخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن وهومروي عن أم سلمة رضي الله عنها وهو قول جميع أهل السنة من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من أئمة الإسلام وقد أخبر سبحانه في آيات أخر أنه في السماء وأنه في العلو كما قال سبحانه (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) [غافرـ12]،وقال عز وجل ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )[فاطرـ10]، وقال سبحانه (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرةـ255]، وقال عز وجل (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك:16ـ17]، ففي هذه الآيات وفي آيات كثيرة من كتاب الله الكريم صرح سبحانه أنه في السماء وأنه في العلو وذلك موافق لما دلت عليه آيات الاستواء وبذلك يُعلم أن قول أهل البدع بأن الله سبحانه موجود في كل مكان من أبطل الباطل وهو مذهب الحلولية المبتدعة الضالة بل هو كفر وضلال وتكذيب لله سبحانه وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من كون ربه في السماء مثل قوله صلى الله عليه وسلم (ألا تأمنوني، وأنا أمين من في السماء) وكما جاء في أحاديث الإسراء والمعراج وغيرها والله ولي التوفيق.


التائه: الله أكبر، كلام الشيخ واضح كوضوح الشمس جزاه الله خيراً، وجزاك الله خيراً يا شيخ حقا هذه العقيدة التي يجب ألا أعتقد سواها.

عبد الله: اسأل الله لي ولك العلم النافع والعمل الصالح، إلى لقاء آخر نتواصل ونتناصح، ونتواصى بالحق والحمد لله أولا وآخروصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سالم بن سعد الطويل
تاريخ النشر: الاثنين 19/11/2007


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
التمساح


أين الله ؟! Stars4



عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 30/06/2009

أين الله ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين الله ؟!   أين الله ؟! I_icon_minitimeالإثنين يوليو 20, 2009 6:01 am

بسم الله


بارك اللة فيك يا شيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أين الله ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل أنت حريص على تعلم دينك ؟
» اريد حبا
» مليونا يؤدون صلاة الجمعة
» توابع خسارة حسني
» يا رجال الليل هبوا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المتقيين :: المـنتديات الاسـلامية :: واحــة الايمـان-
انتقل الى: