حقوق الزوجية في الإسلام

حقوق الزوجية في الإسلام

لقد عني الإسلام بشلأن الأسرة يعناية خاصة، واعتبر الزواج هو الأصل الذي تنمو منه وتترعرع، ولذا سلك القرآن في شأن الزواج مسلكا بديعا، حيث سماه " ميثاقا غليظا " أي عهدا متينا أكيدا .
وصور إمتزاج الطرفين فيها تصوير دقيقا بقوله: " أفضي بعضكم إلي بعض " وقوله: " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " وركزه علي السكن، والمودة، والرحمة، وجعل الزوجة قطعة من زوجها، وطريقها مشروعا إلي بقاء نسلها ونسله، فقال " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات " وقد كفل الله الأرزاق بعدله، فقال " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " .
وكذلك عني الرسول شأن الأسرة، وتقويمها، وشرع كل الضمانات اللازمة لحفظهما، وبقائها، وإحاطتها بجو من البشر، والسعادة والهدوء، والإستقرار والخلق، والطهارة، والتضامن، والإستقامة، وسيطرة الروح التعاونية علي جوها، وتماسك وتعاطف جميع أفرادها، وغير ذلك من الأمور التي ينشأ ويتكون بها البيت السعيد .

وقد تكلم فقهاء المسلمين كثيرا في حق الرجل علي المرأة، وحق المرأة علي الرجل ولكننا نوجز هذا الحقوق في أن حقوق المرأة علي زوجها سبعة اشياء:
1- الصداق الذي يدفعه إليها تعبيرا عن حبه وتقديره، وعن تمام رغبته في الزواج بها . قال تعالي : " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " .
2- النفقة والكسوة، والسكني التي تلائمها حسب ما جري به العرف والعادة لأمثالها . قال تعالي : "وعلي المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" .
3- حسن المعاشرة، والرعاية حيث يقول القرآن : " وعاشروهن بالمعروف" . ويقول الرسول: " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .
4- حمايتها من أي اعتداء، والإعتدال في الغيرة عليها، قال صلي الله عليه وسلم : " إن الله يغار [color=green]والمؤمن يغار، وغيرة الله أنا يأتي المؤمن ما حرم الله[/color]" .
5- تعليمها أمور الدين فرضا، ونفلا، والإهتام بتطبيق ذلك علي نفسها وأولادها حيث يقول الله : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " .
6- عدم الإضرار بها في نفس، أو مال، قال تعالي : " ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن" وقال : " ولا تمسكوهن ضرارا لتعدوا " .
7- العدل في القسمة بين الزوجات إذا كان الرجل متزوجا بأكثر من واحدة، قال تعالي : " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " . وقال عليه الصلاة والسلام : " " .من كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة يجر أحد شقيه ساقطا أو مائلا

وأما حقوق الرجل علي زوجته فهي سبهة أيضا وإليك تلخيصها :
1- القوامة، والإشراف علي الأسرة، قال تعالي : " الرجال قوامون علي النساء " وقد بناها الإسلام علي الرحمة، والمودة، فهي رعاية، ومحبة مخلصة، وليست بسلطان مفروض للقهر والإذلال، وهي تدبير، وإرشاد، وليست بسيطرة ولا إستبداد .
2- طاعة الزوجة لزوجها في غير معصية الله تعالي حيث قال عليه الصلاة والسلام : "" .
3- أن تخص زوجها بزينتها وعطرها، قال تعالي : " ولا " .
4- أن تمتنع عن التبرج ولا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجهأيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة يبدين زينتهن إلا لبعولتهنا، قال تعالي : " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي " .
5- وألا تأذن لأحد في دخول بيتها إلا برضي زوجها وبإذنه ..
6- وأن تحافظ علي ماله، وتدبر أمور معاشه.
7- وأن تحافظ علي شرفها وعفافها، وتصون لزوجها حرمته وتعرف له حقه وكرامته، قال تعالي : " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " .

وهناك أمور وحقوق مشتركة بينهما وهي سبعة أيضا :
1- الإهتمام بحسن اختيار كلا من الزوجين بالآخر .
2- غض كل منهما بصره، والتعفف عن ما حرم الله تعالي .
3- امتناع كل منهما عن الخلوة بالرجال أو بالنساء الأجانب الذين ليسوا من المحارم .
4- استمتاع كل منهما بالآخر، علي الوجه الذي شرعه الله تحصينا لهما .
5- وحفظ اسرار الزوجية، وعدم التحدث عن الحوال الزوجية .قال صلي الله عليه وسلم : [b]" إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلي امرأته، وتفضي إليه ثم ينشر احدهما سر صاحبه "[/b] .6- تبادل الرأي والمشورة فيما يتعلق بأمور حياتهما، وتربية اولادهما، وتنظيم معاشهما؛ لأن القرآن صرح بذلك في شأن فطام الطفل، ورضاعه حيث قال : " فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما " فكيف لا يشرعه فيما هو أهم من الأمور التي تعرض وتطرأ في مناحي الحياة، والمشاكل التي تحتاج المشورة، وإعمال الفكر، والترابط للوصول إلي حلها .
7- التعاون المادي والأدبي في جميه المهام اللازمة للأسرة، فعلي المرأة أن تقوم بكل ماتستطيع من رعاية، وخدمة مالية أو غيرها، وعلي الرجل أن يقدم كل ما يقدر عليه من أموال وأعمال، وليكن رائد المسلمين في ذلك هو ما قضي به رسول الله بين علي وابنته فاطمة حيث قضي عليها بخدمة البيت ورعايته وتعهد الأولاد وتربيتهم، وعلي زوجها بما كان خارجا عن البيت من مكسب وعمل .
وبهذا التوزيع تتحقق المماثلة التي قررها القرآن في الآية الكريمة التي تقول : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم " ، وقال الإمام الشيخ محمد عبده تعليقا علي هذه الآية وبيان المكانة التي رفع الإسلام إليها : " هذه الدرجة التي رفع الله النساء إليها لم يرفعهن إليها دين سابق، ولا شريعة من الشرائع، بل لم تصل إليها أمة من الأمم قبل الإسلام ولا بعده " .