[center]الجسد الواحد..لماذا يتمزق؟![/center]
عندما نتأمل قول نبينا صلي الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي " وننظر في حال أمتنا المسلمة وما يسود أقطارها من فرقة وشتات ونزعات قطرية أو قومية نستشعر أننا حدنا عن النهج الذي ينبغي أن نسير عليه، وأننا إنما نجني عاقبة بعدنا عن ديننا وانصرافنا عن تعاليمه السامية الراشدة.
ذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "مثل المؤمنين" ولم يقل مثل المسلمين، مما يجعلنا نستشعر الخوف علي أنفسنا إذ نري دماء إخواننا تسيل، وأرضهم تسلب،وأعراضهم تنتهك،ولا يحرك بعضنا ساكنا، ولا يغزو ولا يحدث نفسه بغزو، ولو كنا مؤمنين حقا لكان بيننا التراحم والتواد والتعاطف الذي هو من سمة المؤمنين الحقيقين.
علي أن تأليف القلوب إنما هو بيد الله وحده، ولن يكون لقوم شغلتهم الدنيا، وفرقتهم مصالحهم الخاصة المتضاربة، وإنما هو لقوم جمعهم الحب في الله والإلتقاء علي نصرة دينه، وصدق الله العظيم إذ يقول: "وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم " (الأنفال : 63)، وحيث يقول سبحانه : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " (آل عمران: 103)فالتأليف بين القلوب، وبين الدول والشعوب إنما هو منة الرحمن ورحمة من الله ولن يكون لقوم ركنوا إلي متاع الحياة الدنيا، ونسوا نصيبهم من الآخرة.