4 أيام في قاهرة المذل

اربعة ايام في الجنة
اشفق كثيراً على المهندس جمال الذي ارغمته الظروف ان يدخل الجنة وينعم بنعيمها ويسعد ببهجتها
وقد اجبرتني ظروفي ان ادخل هذه الجنة لعدة ايام كل سنة في اجازتي السنوية واسعد كثيراً وانا اتجول في شوارع بلدي ويعتصرني الالم وان اشاهد كم المعاناة اليومية لكل طوائف هذا الشعب وكيف انه من حقهم ان يعيشوا في راحة بال وقليل من بحبوحة العيش واستمتاعهم بالخدمات التي تقدم لمعظم شعوب العالم ...اتعمد ان انوع من طريقة استمتاعي في جنة بلدي العزيزة من خلال تجوالي لتخليص بعض الاوراق الضرورية من المصالح الحكومية
عجيب هو هذا الانسان المصري الذي تحوصل وتحصن ضد فيروسات المعاناة فكيف يتكيف ان يخلص بنفسه من وسط عذابات يوم طويل وهو في النهاية يعرف مايريد ويفعل ما يريد ووسط هذا الزخم من الاجهادات ترى شاباً قد عكف على قراءة القرآن في رمضان واقفاً على محطة الاتوبيس وسيدة نشيطة اظن انها قد انجزت العديد من المهام من الصباح وحتى الظهر تقريبا وبمجرد صعودها الى الاتوبيس اسعدها الله بكرسي اخرجت المصحف وراحت في عالم اخر تجتهد لختم القرآن في رمضان...
هذا الشعب العجيب القوي لايزال يعيش رغم القهر على يد حكامه هذا الشعب لايزال يتنفس رغم السحابة السوداء..هذا الشعب لايزال يحتفظ بهندامة ورونقه رغم فقره
وبعد رحلة لذيذة في شوارع وحواري بلدي ادخل منزلي القابع في كل احياء القاهرة فالقاهرة كلها تتشابه واغمض عيني على احلى ذكريات واضع نفسي مرة اخري في شنطة سفري وارجع الى بلد ليست بلدي وناس ليسوا اهلي وهواء استنشقه ليس على هواى واظل اتذكر احلى ايام الجنة التي عشتها في بلدي

مصر وان جارت على عزيزة ....واهلي وان بخلوا على كرام

مرة اخري اتش اتش ام ام يقلب علينا المواجع
ويفحفر في مكتبة المنتدى ويخرج لنا موضوع صعب شوية واعتقد انه كان الاحتكاك الحقيقي للمهندس جمال بمجتمع القاهرة وتصادف ان تتشابه الحالة النفسية له مع حالتي عندما عشت في القاهرة اول مرة وكان عمري حينئذ 17 عاماً والحق يقال كان هناك فارق كبير بين ابناء القاهرة وابناء ثالث مدينة في الجمهورية وهي طنطا بعد القاهرة والاسكندرية والحق ان هناك فارق بين سلوك الناس في القاهرة عنها في المدن الاخري الا ان بعد ثورة الاعلام الفضائي وتناقل الوان الموضة و انماط العادات اصبح التقارب بين احوال الناس كبير واصبحنا لا نلحظ فارقاً كبيراً بين بنت تمشي في شوارع القاهرة واخرى في اي مدينة اخري واشترك الناس في السلوك الذي فرضته علينا سياسة القمع والتضييق على العيش فالجميع يتأفف من خنقة الظروف وايضاً الجميع يحمد ربه ويشترك في امل واحد وهو ان تزول الغمة ويرفع الله عنا الوان العذاب التي نعانيها ممن تسلطوا علينا ونهبوا ثروات الشعب وعمقوا جروحه انهم فككوا الطبقة المتوسطة التي كانت تمثل حزام الامان لشعبنا فأصبحنا نعيش في مجتمع فقير جداً يعيش على رؤوسهم طبقة الاغنياء وهي كريمة المجتمع يسخرونهم ويمصون دمائهم ويسيطرون على الوظائف بأكملها حتى وهم في عمر متقدم واصبح التوريث ليس فقط في الحكم ولكن في الوظائف والاعمال لقد احتلوا كل مفيد وجميل في البلد وتركوا لنا الفتات هذا هو حال مصر الان غير اننا كما ذكر المهندس جمال قابلنا ذلك بسلبية واضحة فتعمقت الجراح اكثر فأكثر وارتكبنا جريمة فظيعة في حق جيل المستقبل

موضوع صعب يصيبنا بالتمزق لذا اشفقت علي المهندس جمال في اول الامر وتعمدت في ان اغير اتجاه الموضوع حتى يكون ايجابياً

نورتي الموضوع بردك ويا ريت لو عندك فكرة تخدم الموضوع يا ريت تشاركي بيها